الأربعاء، 10 أبريل 2013

قرية حمامة


القرية قبل الاحتلال
كانت حمامة بلدة في الجنوب الغربي من ساحل فلسطين قبل حرب 1948. كانت البلدة تقع على بعد 2 كيلو متر من الشاطيء، وعلى مسافة 3 كيلو متر شمال مدينة المجدل (مدينة عسقلان أو أشكلون حاليا)، وعلى بعد 31 كيلومترا أو كذلك إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة قريبا من الخط الحديدي والطريق الساحلي. هذه المنطقة هي اليوم جزء من دولة إسرائيل شمالي حدودها مع قطاع غزة. في فترة الانتداب البريطاني اتبعت حمامة قضاء المجدل (عسقلان) لواء غزة.

تربتط حمامة بالطريق الرئيسية الساحلية طرق ثانوية، وبواسطة هذه الطرق ترتبط أيضا بمحطة السكك الحديدية وبالمجدل وشاطيء البحر. يحدها من الغرب كما بينا شاطيء البحر الذي يمتد من حدود بحر المجدل جنوبا إلى حدود بحر أسدود شمالا على طول ستة كيلو مترات. ويحدها من الجنوب أراضي مدينة المجدل أي من شاطيء البحر غربا إلى حدود أراضي قرية "جولس" في الشرق على طول ستة كيلو مترات. ويحدها من الشرق "بلدة جولس" الممتدة من الجنوب إلى الشمال حتى أراضي قرية "بيت دراس" على طول 6 كيلو متر. ومن الشمال يحدها أراضي قرية "اسدود" و"بيت دراس" على طول ستة كيلو مترات من الغرب حتى حدود "جولس" الشمالية.

تقع اراضي بلدة حمامة على شكل مربع من الأرض تقريبا طول كل ضلع 6 كيلو مترات أي 36 كيلو مترا مربعا أي ما يعادل 36 الف دونم، وفي دراسات أخرى فان اجمالي أراضي حمامة هو ما يزيد عن 41 ألف دونم حتى عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية) وربما بسبب تغير الملاك وتداخل أراضي البلدات في المنطقة.

احتلال القرية:
تفيد التقارير التي نشرتها صحيفة (فلسطين) أن حمامة جرت إلى الحرب من خلال عدد من الضربات الخاطفة التي بدأت في كانون الثاني \ يناير1948. ففي 22 من ذلك الشهر, هاجم أفراد من سكان مستعمرة نتسانيم المجاورة مجموعة من فلاحي القرية كانت تعمل في الحقول بين حمامة إسدود. وأسفر الهجوم, بحسب ما ورد في التقارير عن جرح 15 عاملا عربيا, منهم اثنان في حالة الخطر. وبعد ذلك التاريخ بيومين, فتحت وحدة أخرى من المستعمرة نفسها النار على سكان من حمامة فقتلت هذه المرة واحدا, وجرحت آخر. وفي الشهر اللاحق, في 17 شباط \فبراير أطلقت النار على مجموعة من سكان القرية كانت تنتظر الباص على الطريق العام بين حمامة إسدود فجرح اثنان, وجاء في صحيفة (فلسطين) أيضا أن المهاجمين عادوا إلى مستعمرة نتسانيم. كتب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقول إن القرية احتلت في المرحلة الثالثة من عملية يوآف, التي قام الجيش الإسرائيلي بها (أنظر بربرة, قضاء غزة), في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. ومع بداية هذه العملية تجمع في حمامة كثيرون كانوا ضحية هجمات عسكرية أخرى شنت في الأشهر الماضية. فقد تعرضت بلدة إسدود المجاورة (وهي على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال) لقصف بحري وجوي عند بداية عملية يوآف وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الثالثة من العملية. وجاء في صحيفة (نيورك تايمز), في عددها الصادر بتاريخ 18 تشرين الأول \ أكتوبر, أن قاذفات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت (من دون عائق تقريبا) نحو أهدافها طوال ثلاث ليال متوالية وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود. وقد فر معظم السكان الباقين مع وحدات الجيش المصري المنسجمة قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. في المرحلة الثالثة من عملية يوآف استغل النجاح في المراحل السابقة لاحتلال المزيد من الأراضي. فقد تم الاستيلاء على القبيبة (قضاء الخليل) وحمامة في 28 تشرين الأول \ أكتوبر 1948 تقريبا. واستنادا إلى موريس اتسمت المرحلة الثالثة هذه ب (الفرار من الهلع) وب (بعض عمليات الطرد). وعندما دخل لواء يفتاح قرية حمامة وجدها (ملآنة باللاجئين) من إسدود وغيرها بحسب ما جاء في تقرير وحدة الاستخبارات فيه. ويضيف موريس : (وقد فر من بقي من سكان حمامة,واللاجئون إليها, نحو الجنوب بعد انتصار [الجيش الإسرائيلي], أو أن الجنود شجعوهم على الفرار أو أمروهم بالفرار)وقد ارتكبت مجزرة غير معروفة على نطاق واسع وهي من كبرى مجازر الحرب, خلال هذه المرحلة, في 29 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, في قرية الدوايمة (في قضاء الخليل, وعلى بعد 25 كيلومترا إلى الشرق). ويقول موريس إن هذه المجزرة تسببت بفرار الكثيرين من سكان المنطقة.
القرية اليوم:
لم يبق أثر من منازل القرية, ولا من معالمها. وتغطي الموقع النباتات البرية, ومنها الأعشاب الطويلة والعوسج والعليق فضلا عن نبات الصبار. أما الأراضي المجاورة فمتروكة غير مستعملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق