الخميس، 1 أغسطس 2013

قرية إجليل


قرية عربية مزدوجة مؤلفة من تجمعين سكانيين تفصل بينهما مسافة نصف كيلو متر واحد فقط، ويقعان في السهل الساحلي الفلسطيني، إلى الشمال الشرقي من مدينة يافا على مسافة 14 كم (إجليل القبلية) و15 كم (إجليل الشمالية)، ويبعدان عن البحر المتوسط مسافة 2 كم، قريباً من طريق يافا – حيفا الرئيسية، ويتصلان بها بطرق فرعية معبدة. 
نشأت القريتان على رقعة سهلية منبسطة من الأرض يراوح ارتفاعها بين 25 و 30 م فوق سطح البحر. وتتكون هذه الرقعة من تربة بنية حمراء رملية لحقية تنتشر عليها مساحات من الكثبان الرملية الساحلية التي تفصل القريتين عن ساحل البحر ذي الحافات الجرفية. وقد سميت القريتان باسمهما نسبة إلى شيخ صالح يدعي عبد الجليل. وبنيت بيوتهما من اللبن والإسمنت. 
وإجليل الشمالية ذات مخطط طولي مساير لمحور طريق يافا – حيفا الرئيسية الشمالية – الجنوبية، وتحتوي على عدد من الدكاكين ومسجد ومدرسة ابتدائية تأسست عام 1945 وتشمل على بئر مياه للشرب، وتضم آثار خربة وبقايا أرضيات مرصوفة بالفسيفساء وغيرها .وبالرغم من توسع إجليل الشمالية وازدياد بيوتها وعمرانها ظلت صغيرة لم تتجاوز مساحتها 7 دونمات. أما إجليل القبلية فذات مخطط مبعثر نسبياً. تتوزع بيوتها في ثلاث وحدات سكنية. تفصل بينها مساحات فضاء كانت آخذة بالتقلص نتيجة تزايد العمران. وإجليل القبلية أصغر من الشمالية، فمساحتها لم تتجاوز 6 دونمات، تشترك مع إجليل الشمالية بالمدرسةن وفيها بئر مياه للشرب. 
بلغت مساحة أراضي القريتين معاً 17,657 دونماً، منها 15,027 دونماً لإجليل القبلية. وقد تسرب للصهيونيين 9,580 دونماًن أما الباقي وهو 2,450 دونماً. فلا جليل الشمالية، وتسرب للصهيونيين منها 521 دونماً. ونظراً للطبيعة الرملية لتربة المنطقة فقد زرعت بأشجار الفواكه، ولا سيما بالحمضيات. وهي تروي بمياه الآبار التي حفرت بالعشرات في البيارات المنتشرة على مساحة 1,679 دونماً حول القريتين. ويمارس السكان، إلى جانب الزراعة وأعمال البستنة، حرفة صيد الأسماك.
بلغ عدد سكان القريتين 305 نسمات عام 1931، كانوا يقيمون في 29 بيتاً وزاد عددهم عام 1945 إلى 470 نسمة، وفي عام 1948 احتل الصهيونيون قريتي إجليل الشمالية والقبلية، وطردوا السكان منهما ودمروهما، وأقاموا على أنقاظهما مستعمرة “جليلوت” التي أصبحت ضاحية لمدينة هرتسليا حالياً.

الأحد، 5 مايو 2013

قرية الخلصة


القرية قبل الاغتصاب:
كانت القرية تقوم وسط رواب جرداء، وتشرف على بقاع واسعة من الأرض، في الاتجاهات كلها عدا الجنوب. وكانت تقع عند ملتقى وادي العوسجة ووادي الخلصة. وقد رأى إدوارد روبنسون، في سنة 1838، أنها هي بلدة إلوسا
(Elusa) النبطية. ويبدو أن الموقع كان من محطات القوافل القادمة من البتراء إلى غزة. واستناداً إلى سيرة هيلاريون (Hilarion) التي كتبها القديس جيروم (Jerome) في أوائل القرن الخامس للميلاد، فإن هيلاريون لما زار إلوسا في القرن الرابع قُدّمت الخمر إليه من الكروم المجاورة. وتُشاهد بلدة إلوسا على خريطة مادبا (Madaba) المرسومة بالفسيفساء في القرن السادس للميلاد، والتي تمثل فلسطين. ويبدو أنها كانت مركز مقاطعة ((فلسطين الثالثة)) الإدارية حتى الفتح الإسلامي. 
ولا نعرف إلا القليل عن الخلصة في الفترة الإسلامية المبكرة. ويذكر الجغرافي محمد الدمشقي (توفي سنة 1327)، أنها بلدة تقع ضمن حدود غزة الإدارية ويقول المؤرخ المقريزي (توفي سنة 1441) إنها إحدى ((المدن)) الكبرى في القسم الجنوبي من فلسطين , إلا أن أهمية الخلصة تلاشت مع انحطاط الطرق التجارية في النقب. ولم تلفت الأنظار إلا في أوائل القرن الحالي؛ ففي سنة 1905، درس معهد الكتاب المقدس (Ecole Biblique) في القدس الآثار في المنطقة. كما أن ((المسح البريطاني)) (British Survey) نشر خريطة للموقع الأثري بكامله في سنة 1914. وقد تزامن الاهتمام المتجدد بالخلصة مع قرار عشيرة العزازمة البدوية الاستيطان هناك. فبنت العشيرة فيها قرية مثلثة الشكل، محصورة بين طرفي الواديين. وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين. 
كان في الخلصة مدرسة ابتدائية بُنيت في سنة 1941، كما كان فيها عدد من الدكاكين. وكان سكانها يتزودون مياه الشرب من نبع، ويعتاشون من تربية الحيوانات ومن التجارة. في سنة 1938 كشفت الحفريات الأثرية عن أنقاض مدينة، وبعض القبور، وقطع معمارية نُقشت كتابات عليها. وبين سنتي 1973 و 1980، وفي أثناء ثلاثة مواسم من التنقيبات الأثرية، عُثر على بقايا مسرح نبطي كبير، وعلى أكبر كنيسة في النقب، وعلى غيرها من الأبنية الكنسية، وعلى أبراج للدفاع بُنيت فوق أسوار المدينة، وفوق بعض المنازل.

احتلال القرية و تطهيرها عرقيا:
من المرجح أن القرية وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية في وقت مبكر نسبياً من الحرب. ويستشهد كتاب ((تاريخ الهاغاناه)) بقائد لواء هنيغف (النقب)، ناحوم سريغ، الذي قال بعد الحرب: ((بحلول 15 أيار/ مايو، كان النقب بأكمله خاضعاً لسلطة عبرية تامة)). لكن من الجائر أن تكون القرية صمدت، مثل بئر السبع، حتى تشرين الأول / أكتوبر 1948، أي حتى عملية يوآف.
القرية اليوم:
لا يزال بعض منازل القرية قائماً، غير أنه مهجور ومدمّر جزئياً. وثمة، إلى الغرب من موقع القرية، بئر لا تزال صالحة للاستخدام، ولها فم مستدير وسلّم حديدي . وعلى بعد بضعة أمتار إلى الغرب من البئر، ثمة منزل كبير مستطيل الشكل، فيه ثماني غرف. ويشاهد خلفه ركام عشرة منازل مهدمة . كما أن بقايا المقبر تشاهد في الجزء الشمالي من الموقع. وإلى جانب المقبرة، ثمة حفريات أثرية وبعض منازل القرية المدمّرة. وهناك نحو 15 منزلاً، مدمّرة جزئياً، إلى الجنوب من الموقع وإلى الغرب منه.

الجمعة، 26 أبريل 2013

قرية عين كارم

قرية عين كارم :
كانت عين كارم تعد من ضواحي القدس, وكانت طريق مرصوفة بالحجارة تربطها بالطريق العام الذي يصل القدس بيافا, والذي يمر على بعد ثلاثة كيلومترات شمالي القرية وتقول إحدى الروايات إن عين كارم هي مسقط رأس يوحنا المعمدان, كما يقال إن السيد المسيح والسيدة مريم العذراء زارا عين كارم مرات عدة. وثمة اعتقاد أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مر بها ذات مرة خلال الفتح الإسلامي, وصلى فيها .
كانت عين كارم كبرى قرى قضاء القدس, سواء من حيث المساحة أو من حيث عدد السكان , طوقت عين كارم على يد وحدة عسكرية تم تشكيلها من قوى متعددة, منها منظمة الإيتسل والجدناع (وهي كتائب شبيبة الهجاناه), وذلك في الأيام العشرة التي فصلت بين هدنتي الحرب (9-18 تموز1948), بدأ الهجوم على عين كارم في الساعة الثانية من فجر 18 تموز, إذ اقتحم الإسرائيليون أعالي جبل رَبّ, المشرف على القرية. وفي الساعة التاسعة صباحا سقطت القرية (من دون مقاومة), ويقال أيضا إن بعض سكان القرية كان قد هرب في نيسان 1948, عقب مجزرة دير ياسين التي تبعد عن عين كارم 2,5 كلم فقط في اتجاه الشمال الشرقي. في سنة 1949, أنشأ الإسرائيليون مستعمرتي بيت زايت وإيفن سبير على أراضي القرية. كما أنشئت عليها في سنة 1950 مدرسة عين كارم الزراعية. وضمّت أراضيها إلى بلدية القدس الإسرائيلية.

الأربعاء، 17 أبريل 2013

قرية سيرين :

تعتبر كلمة سرين تحريفاً لكلمة ( سير ) الآرامية ، ومعناها القمة أو الرأس ، وتقع قرية سيرين في أقصى قضاء بيسان ، وترتفع 200 متر عن سطح البحر ، بلغت مساحتها 28445 دونم ، منها 387 للطرق والوديان ، وقد غرس الزيتون في 109 دونمات .

بلغ عدد سكان القرية عام 1922م 681 نسمة وفي عام إنخفض الى 630 نسمة منهم 562 من المسلمين و68 شخصا من المسيحيين وفي 1/4/1945 قدروا بـِ 810 نسمة.

تعد القرية ذات موقع أثري حيثُ تحتوي على أرضية مرصوفة بالفسيفساء ، وأساسات ومدافن ، وقلعة كريتش وكتابة يونانية ، كما وكان فيها مدرسة للبنين وأعلى صفوفها عام 1942-1943 الصف الرابع الابتدائي ، وتقع بجوارها الخرب التالية : خربة عين حيه ، خربة ارمى ، خرمة أم حجير .

وفي عام 1948 دمرت القرية وأجلي سكانها البالغ عددهم 940 نسمة ، وكان ذلك في تاريخ 6/4/1948 ، ويبلغ مجموع اللاجئين في عام 1998 حوالي 5770 نسمة ، ولم تسلم المقدسات المتواجدة في القرية من الدمار الذي لحق بها ، وبمباني القرية ، من مباني سكنية ومباني عامة حيث لم يتبقَ منها إلا بعض الأساسات والأثار البسيطة التي حددت موقع المعلم .

مقدسات القرية :

احتوت القرية على مجموعة من المقدسات التي تم العثور عليها سابقاً كمسجد سرين ( المسجد العمري ) ، مقبرة سيرين ، كما وتم العثور مجدداً على مقبرة أخرى ومكان لمصلى آخر في القرية ، وأما بالنسبة للوضع الحالي للمقدسات فهي بحالة سيئة إذ أن عدم السماح بصيانتها وتحديدها أدى الى زراعة أحد المقابر من قبل المزارعين بالإضافة إلى كثرة الأعشاب والأشواك التي تراكمت على مدى السنين على باقي المقدسات الأخرى ، مما أدى الى إخفائها وصعوبة العثور علينا.

الأربعاء، 10 أبريل 2013

قرية حمامة


القرية قبل الاحتلال
كانت حمامة بلدة في الجنوب الغربي من ساحل فلسطين قبل حرب 1948. كانت البلدة تقع على بعد 2 كيلو متر من الشاطيء، وعلى مسافة 3 كيلو متر شمال مدينة المجدل (مدينة عسقلان أو أشكلون حاليا)، وعلى بعد 31 كيلومترا أو كذلك إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة قريبا من الخط الحديدي والطريق الساحلي. هذه المنطقة هي اليوم جزء من دولة إسرائيل شمالي حدودها مع قطاع غزة. في فترة الانتداب البريطاني اتبعت حمامة قضاء المجدل (عسقلان) لواء غزة.

تربتط حمامة بالطريق الرئيسية الساحلية طرق ثانوية، وبواسطة هذه الطرق ترتبط أيضا بمحطة السكك الحديدية وبالمجدل وشاطيء البحر. يحدها من الغرب كما بينا شاطيء البحر الذي يمتد من حدود بحر المجدل جنوبا إلى حدود بحر أسدود شمالا على طول ستة كيلو مترات. ويحدها من الجنوب أراضي مدينة المجدل أي من شاطيء البحر غربا إلى حدود أراضي قرية "جولس" في الشرق على طول ستة كيلو مترات. ويحدها من الشرق "بلدة جولس" الممتدة من الجنوب إلى الشمال حتى أراضي قرية "بيت دراس" على طول 6 كيلو متر. ومن الشمال يحدها أراضي قرية "اسدود" و"بيت دراس" على طول ستة كيلو مترات من الغرب حتى حدود "جولس" الشمالية.

تقع اراضي بلدة حمامة على شكل مربع من الأرض تقريبا طول كل ضلع 6 كيلو مترات أي 36 كيلو مترا مربعا أي ما يعادل 36 الف دونم، وفي دراسات أخرى فان اجمالي أراضي حمامة هو ما يزيد عن 41 ألف دونم حتى عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية) وربما بسبب تغير الملاك وتداخل أراضي البلدات في المنطقة.

احتلال القرية:
تفيد التقارير التي نشرتها صحيفة (فلسطين) أن حمامة جرت إلى الحرب من خلال عدد من الضربات الخاطفة التي بدأت في كانون الثاني \ يناير1948. ففي 22 من ذلك الشهر, هاجم أفراد من سكان مستعمرة نتسانيم المجاورة مجموعة من فلاحي القرية كانت تعمل في الحقول بين حمامة إسدود. وأسفر الهجوم, بحسب ما ورد في التقارير عن جرح 15 عاملا عربيا, منهم اثنان في حالة الخطر. وبعد ذلك التاريخ بيومين, فتحت وحدة أخرى من المستعمرة نفسها النار على سكان من حمامة فقتلت هذه المرة واحدا, وجرحت آخر. وفي الشهر اللاحق, في 17 شباط \فبراير أطلقت النار على مجموعة من سكان القرية كانت تنتظر الباص على الطريق العام بين حمامة إسدود فجرح اثنان, وجاء في صحيفة (فلسطين) أيضا أن المهاجمين عادوا إلى مستعمرة نتسانيم. كتب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقول إن القرية احتلت في المرحلة الثالثة من عملية يوآف, التي قام الجيش الإسرائيلي بها (أنظر بربرة, قضاء غزة), في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. ومع بداية هذه العملية تجمع في حمامة كثيرون كانوا ضحية هجمات عسكرية أخرى شنت في الأشهر الماضية. فقد تعرضت بلدة إسدود المجاورة (وهي على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال) لقصف بحري وجوي عند بداية عملية يوآف وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الثالثة من العملية. وجاء في صحيفة (نيورك تايمز), في عددها الصادر بتاريخ 18 تشرين الأول \ أكتوبر, أن قاذفات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت (من دون عائق تقريبا) نحو أهدافها طوال ثلاث ليال متوالية وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود. وقد فر معظم السكان الباقين مع وحدات الجيش المصري المنسجمة قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. في المرحلة الثالثة من عملية يوآف استغل النجاح في المراحل السابقة لاحتلال المزيد من الأراضي. فقد تم الاستيلاء على القبيبة (قضاء الخليل) وحمامة في 28 تشرين الأول \ أكتوبر 1948 تقريبا. واستنادا إلى موريس اتسمت المرحلة الثالثة هذه ب (الفرار من الهلع) وب (بعض عمليات الطرد). وعندما دخل لواء يفتاح قرية حمامة وجدها (ملآنة باللاجئين) من إسدود وغيرها بحسب ما جاء في تقرير وحدة الاستخبارات فيه. ويضيف موريس : (وقد فر من بقي من سكان حمامة,واللاجئون إليها, نحو الجنوب بعد انتصار [الجيش الإسرائيلي], أو أن الجنود شجعوهم على الفرار أو أمروهم بالفرار)وقد ارتكبت مجزرة غير معروفة على نطاق واسع وهي من كبرى مجازر الحرب, خلال هذه المرحلة, في 29 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, في قرية الدوايمة (في قضاء الخليل, وعلى بعد 25 كيلومترا إلى الشرق). ويقول موريس إن هذه المجزرة تسببت بفرار الكثيرين من سكان المنطقة.
القرية اليوم:
لم يبق أثر من منازل القرية, ولا من معالمها. وتغطي الموقع النباتات البرية, ومنها الأعشاب الطويلة والعوسج والعليق فضلا عن نبات الصبار. أما الأراضي المجاورة فمتروكة غير مستعملة.

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

قرية عجور


القرية قبل الاحتلال
كانت القرية تنتشر على رقعة كثيرة التلال، في السفوح الغربية لجبال الخليل. وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الممتد بين بيت جبرين وطريق القدس-يافا العام. ويُعتقد أن اثنتين من الخرب المجاورة لها، جنابة الفوقا وجنابة التحتا كانتا موقع معركة أجنادين (سنة 634م) الشهيرة التي انتصر فيها المسلمون على البيزنطيين . ويوحي طراز القرية المعماري القديم، ولا سيما مبنى الوقف، بأن عجور الحديثة أنشئت في الأعوام الأولى من حكم الفاطميين (909-1171). وذكر المؤرخ المقدسين مجير الدين الحنبلي (توفي سنة 1522 تقريباً)، أنه مر بعجور بعد أن غادر غزة في طريقه إلى القدس في سنة 1596، كانت عجور قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 193 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل و كروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت عجور قرية صغيرة فيها بعض أشجار الزيتون. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين، ومنازلها متجمعة بعضها إلى بعض، وإن كان عدد منها ينتشر على امتداد جانبيها الغربي والجنوبي. وكان فيها مدرستان: مدرسة أبي حسن الخاصة التي كان يؤمها التلامذة منذ أيام العثمانيين، وكانت قائمة في مبنى الوقف المشار إليه أعلاه؛ ومدرسة ثانية فتحت أبوابها في سنة 1934. وكان أبناء القرى الأخرى في المنطقة يؤمون مدرستي عجور. كما كان في القرية مسجدان: مسجد قديم أنشئ أيام الفاطميين؛ وآخر أحدث منه بناء. وكان ثمة أربعة مقامات ضمن أراضي القرية، وأربعة أخرى في جوارها وكان يقام في عجور سوق الجمعة على رقعة واسعة إلى الشرق من القرية، وكانت تجذب الناس والتجار من مختلف مدن فلسطين وقراها
.
كانت القرية تعتمد في اقتصادها على الزراعة البعلية، وكان القمح والزيتون أهم محاصيلها. في 1944/1945، كان ما مجموعه 24227 دونماً مخصصاً للبساتين. وكانت تربية المواشي، ولا سيما الماعز، النشاط الاقتصادي الثاني من حيث الأهمية بعد الزراعة. وكان امتلاك المواشي مصدراً للمكانة الاجتماعية الرفيعة وللاعتزاز، ويظهر ذلك من الأسماء المحبّبة التي كان القرويون يطلقونها على حيواناتهم؛ فمن ذلك أنهم ربما سمّوا البقرة السوداء الجسم، والبيضاء الوجه، "صبيحة" تشبيهاً لها بالصباح. وقد استلزم رغي المواشي تنقلاً موسمياً من بعض القرويين، الذين كانوا يأخذون قطعانهم بعيداً عن الحقول المزروعة خلال مواسم الشتاء، ويعيشون في منازل ثانوية تبعد بعض الشيء. وقد أظهرت الإحصاءات البريطانية للمنطقة هذا النمط من التنقل الرعوي المحدود؛ إذ أدرج الإحصاء الرسمي الذي أُجري في سنة 1931 خربة الصورة، والإحصاء الرسمي الذي أجري في سنة 1945 خربة عمورية، في جملة الأراضي الواسعة التابعة لقرية عجّور؛ وكان القرويون، في أرجح الظن، يقيمون في هاتين الخربتين خلال جزء من السنة فحسب. زد على ذلك أن بعض السكان كان يشتغل بمهن أخرى اشتملت على النجارة والدباغة وصناعة الأحذية. وكانت عجور تقع في منطقة غنية بالمواقع الأثرية. فقد كان ثمة إلى جانب القرية نفسها اثنان وعشرون موقعاً أثرياًن على الأقل، وكلها يقع ضمن أراضي القرية.
احتلال القرية:
قام لواء غفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي، تنسيقاً مع عملية يوآف التي شنت في تشرين الأول/أكتوبر 1948 لاحتلال القطاع الساحلي الجنوبي، بسلسلة عمليات متوغلاً شمالاً لاحتلال بعض القرى في قضاء الخليل. وكانت عجّور واحدة من القرى التي احتلتها الكتيبة الرابعة من ذلك اللواء، في 23 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب ما يذكر "تاريخ حرب الاستقلال". ويشير التقرير إلى أنه باحتلال هذه القرية تم توحيد العمليات على الجبهتين الجنوبية والوسطى. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن السكان نزحوا في معظمهم قبل الاحتلال، وأن من تخلّف منهم طُرد. ويشير موريس أيضاً إلى أن هجوماً عسكرياً آخر كان شُن على عجور في 23-24 تموز/يوليو 1948، وكان السبب الأول لنزوح السكان.
القرية اليوم:
لم يبق إلا ثلاثة منازل: إثنان منها مهجوران، والثالث حُوّل إلى مستودع. أحد المنزلين المهجورين بناء حجري مؤلف من طبقتين، وله واجهة أمامية واسعة مثلثة القناطر. وينمو في أرض الموقع نبات الصبار وشجر الكينا والخروب، وتتخللها الأنقاض وحطام الحيطان الحجرية المبتورة. والموقع نفسه مسيّج، ويستخدم مرعى للمواشي. أما الأراضي المجاورة، فقد استولت عليها مستعمرة عغور.

الأحد، 7 أبريل 2013

الطنطورة



الطنطورة قرية فلسطينية تقع الي الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها 24 كم وترتفع 25 كم عن سطح البحر، وتقوم القرية علي بقايا قرية (دور) الكنعانية وتعني المسكن. وتبلغ مساحة أراضيها 14520 دونما وتحيط بها قري كفر لام والفريديس وعين غزال وجسر الزرقاء وكبارة. قدر عدد سكانها سنة 1929 حوالي 750 نسمة وفي عام 1945 حوالي 1490 نسمة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1728 نسمة وكان ذلك في 23 -5-1948، وعلي أنقاضها أقيمت مستعمرة نحشوليم عام 1948 ومستعمرة دور عام 1949.
مجزرة الطنطورة
أكد عدد من المؤرخين العرب واليهودأن مجزرة الطنطورة تعتبر أبشع المجازر التي ارتكبتها الصهيونية في فلسطين والبالغة نحو ثمانين مجزرة. كانت وحدة ألكسندروني في الجيش الإسرائيلي قد اقترفت في 23 مايو 1948 المجزرة بحق أهالي قرية الطنطورة قضاء حيفا غداة احتلالها، وقامت بتهجير السكان للضفة الغربية والأردن وسوريا والعراق.
ويشير المؤرخ مصطفى كبها إلى أن الجيش الإسرائيلي اختار الهجوم على قرية الطنطورة -التي بلغ عدد سكانها 1500 نسمة- كونها الخاصرة الأضعف ضمن المنطقة الجنوبية لحيفا، بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسطولكونها سهلة الاحتلال بعكس سائر القرى المجاورة على قمم جبل الكرمل.
وأشار كبها إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف القرية في ليلة الـ22 من مايو/أيار بقصفها من البحر قبل مداهمتها من جهة الشرق في نفس الليلة. اختار جيش الاحتلال الطنطورة بالذات لا لسهولة مهاجمتها فحسب بل لكونها مرفأ كان يصل منه السلاح للفلسطينيين. وقال "تركت المجزرة في الطنطورة أثرا بالغا على الفلسطينيين في القرى المجاورة ومهدت لتهجيرهم".
وفي المقابل أكد المؤرخ الإسرائيلي تيدي كاتس -الذي تعرض لدعوى تشهير من قبل وحدة ألكسندروني بعد كشفه عن ملابسات المجزرة في الطنطورة بدراسة ماجستير في جامعة حيفا عام 1998- أن الشهادات التي حاز عليها تشير لسقوط 230 فلسطيني في المجزرة.
وأوضح كاتس -الذي سحبت جامعة حيفا اعترافها برسالته الأكاديمية بعد الضجة الإعلامية التي أثارها الكشف عنها وقتذاك- أن موتي سوكلر حارس الحقول اليهودي في تلك الفترة قد كلف من الجيش الإسرائيلي بتولي دفن الموتى موضحا أنه كان قد أحصى الضحايا بعد قتلهم على شاطئ البحر وداخل المقبرة.
ومن جهته اعتبر المؤرخ إيلان بابه أن خطورة مجزرة الطنطورة واختلافها عن سائر المذابح في فلسطين لا يعود فقط لحجم ضحاياها بل لارتكابها على يد جيش إسرائيل بعد أسبوع من إعلان قيام دولة إسرائيل.
وذكر بابه أن مجزرة الطنطورة التي وقعت بعد نحو شهر من مجزرة دير ياسين استهدفت تحقيق الهدف الصهيوني المركزي المتمثل بتطهير البلاد عرقيا بقوة السلاح وترهيب المدنيين وتهجيرهم.
ويؤكد الحاج فوزي محمود أحمد طنجي، أحد الناجين من المجزرة والمقيم حاليا في مخيم طولكرم أن قشعريرة تجتاحه كلما يتذكر كيف ذبح أبناء عائلته وأصدقاؤه أمام ناظريه. وروى طنجي، الذي دخل عقده الثامن، أن أبناء القرية دافعوا بشرف عنها منذ منتصف الليل حتى نفذت ذخيرتهم في الصباح.
وروى طنجي أن الجيش فصل بين الرجال ممن أجبروا على الركوع وبين النساء والأطفال والشيوخ، مشيرا إلى أن أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من عائلة الجابي، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعنا بالحراب، بينما واصل الجنود تفتيش النساء وسرقة ما لديهن من حلي ومجوهرات.
ويستذكر طنجي أنه في الطريق للبيت بحثا عن السلاح أطلق الجنود المرافقون له النار على سليم أبو الشكر (75 عاما).
وقال "عندما وصلنا البيت كان الباب مقفلا، والدماء تسيل من تحت الباب، فخلت أنهم قتلوا أمي فدخلت ودموعي على خدي فوجدت كلبي مقتولا، ولم أجد أمي فقلت لهم لا أعلم أين أخفت أمي السلاح، فدفعني أحد الجنود وأرجعوني نحو الشاطئ وفي الطريق أطلقوا الرصاص على السيدتين عزة الحاج ووضحة الحاج".
ويؤكد الناجي من المجزرة أن الجنود صفوا ما يتراوح بين عشرين وثلاثين شابا بالقرب من بيت آل اليحيى على شاطئ البحر وقتلوهم، ويوضح كيف أمروه وآخرين بحفر خندق بطول أربعين مترا، وبعرض ثلاثة أمتار، وعلى عمق متر واحد، ثم بدؤوا بأخذ ما بين ثمان وعشر رجال لنقل الجثث ورميها بالخندق وعندما حاول فيصل أبو هنا، مقاومتهم، قتلوه بحراب البنادق، وقال "لو عشت ألف 
سنة لن أنسى ملامح وجوه الجنود فقد بدوا لي كهيئة الموت، وأنا أنتظر دوري متيقنا أنها لحظاتي الأخيرة".
القرية اليوم
لم يبق من القرية إلا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية ( منزل آل اليحيى) بني في سنة 1882. مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع. الذي تحول إلى منتزه إسرائيلي يضم بعض المسابح